هذه القصة حقيقية لكنها أقرب إلى الخيال...هي حكاية شابة ضحت بحياتها من اجل امها...ضحت باهم الاشياء في الحياة...ضحت بإكمال تعليمها...ضحت بشيء تتمناه كل فتاة وتحلم به منذ الصغر...وهو ان تصبح عروسًا وتفرح وتصبح امًا...
تبدأ الحكاية من هنا:
شابة قضت ايام حياتها سعيدة مع اخواتها واخوانها ووالديها...كانت حياة جميلة لا تخلو من المقالب...هنا ياتي دور الام التي عانت وشقت بالحقول...هي وزوجها...لتربي وتطعم أولادها!!! ...أعطت الحنان ومنحت الامان والطمأنينة...عاشت كل حياتها تساعد وتنشأ اولادها على الصفات الكريمة...وكانت تحفظ القرآن...امُ سعيت وتعبت ولكن نجحت...لكن من المعلوم ان يلاقي الانسان شيئًا يغير حياته...فتغيرت حياة هذه الشابة والعائلة عندما تعبت الام ولازمت السرير بشكل دائم...وكأن ذلك حدث بليلة وضحاها...هذه الام التي انشأت أولادها الستة وابنتاها الاثنتين عائلة وزوج...واحبت احفادها واعطتهم من كل قلبها احسن الاشياء...ولكن تبقى اثنتان لهما الفضل بعد الله في بقاء الام الحنونة على قيد الحياة...فاخذت اصغر البنات تتعلم ونجحت...واصبحت مساعدة محامٍ...لتستطيع اعالة تلك العائلة...ولكن الفضل الكبير للبنت التي ضحت بكل معنى الكلمة...التي بقيت ولم تكمل تعليمها لاجل امها...والتي رفضت جميع الذين تقدموا لخطبتها من اجل امها...وكيف كانت تنام بجانبها بالمشفى لتحسسها بالامان الذي فقدته...وكلما كانت الام تقول "آه" كانت تجري بحثًا عن طبيب يداويها...كانت تنقلها من مكان الى اخر...اسعدتها بآخر ايام عمرها...البستها وعطرتها ...لم تبق أي شيء بنفسها...بينما كانت دائما آخر شخص تفكر به هو نفسها...كانت تلك العائلة المليئة بالافراد المسرورة...حتى جاء اليوم الذي حكم فيه جنون الصمت...وخيم الحزن في صباح احد الايام المشئومة على ذلك البيت...حيث توفيت تلك الام الشجاعة...والجدة الحنونة...والزوجة المخلصة...لم يصدق احد ما الذي جرى...وكانهم كانوا في سبات عميق...بكل بكابوس مخيف...يحاولون الاستيقاظ منه...ولكن وكأنهم لم يبصروا الطمأنينة...إلى أن عرفوا أنه لا مفر من الواقع...
الجمعة مايو 09, 2008 12:13 pm
